إسراء عبد الفتاح...... تروي
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
إسراء عبد الفتاح...... تروي
عندما قررت النزول إلي الشارع في هذا اليوم كنت خائفة ولكن لم أكن أتصور أن يتم اعتقالي من علي إحدي المقاهي التي جلست فيها مع أصدقائي نتبادل أطراف الحديث ونتناول بعض المشروبات، ولكنه حدث!.. في كل لحظة أتخيل أنهم سيتركون البنات «تروح بيتها النهاردة»، ولم أتخيل أنني سأعرض علي النيابة مساء والتي قررت التحفظ عليَّ حتي عرضي في صباح اليوم التالي، ثم تصدر قرارها بحبسي 15 يومًا علي ذمة التحقيق، ثم إفراج من النائب العام أعلي سلطة تحقيق في مصر، ثم اعتقال خلف عجلة الزمن والقانون.. وكنت أردد دائما سؤال: أنا هنا ليه؟.. هي إسراء موجودة في سجن القناطر عشان إيه؟
في بداية حبسي كنت أعلم تضامن الشعب المصري، والإعلام معي من خلال بعض الصحف المستقلة والمعارضة التي كانت تقع تحت يدي في الأيام الأولي، ومن خلال زيارة المحامين لي.. ولكن بعد الاعتقال لم أعرف أي شئ وانقطعت عني كل أخبار الدنيا التي خارج الأسوار.
ما أريد أن يعرفه من لا يعرفوني وتضامنوا معي، وكل من علم عني من الـ«فيس بوك» أو وسائل الإعلام.. أنني لست الشخصية التي تدفع ثمنًا لبراءتها، فأنا بريئة وأنتم تعلمون، ومن قبضوا عليَّ واعتقلوني يعرفون أنني بريئة! لذلك لم يطلب مني أي شخص أن أقول أي شئ غير الحقيقة لكي أخرج.. فأنا كما تم سجني واعتقالي بلا سبب واضح أيضا تم إخلاء سبيلي دون أن أعلم لماذا؟.. لماذا السجن ولماذا الإفراج؟.. أسئلة بلا إجابات!
وما بين السجن غير المبرر والإفراج المفاجئ تمت معاملتي داخل السجن معاملة لم أتخيلها، فلم أُشتم بلفظ، ولم يساء لي بأي وجه، بل وجدت السرير النظيف والمأكل والشراب الجيد، لدرجة أنني سألت أمي: لماذا حبسوني وهم يعاملونني كأنني لست في سجن، ولكن في إجازة في أحسن الفنادق؟!، وهذا ما حدث لي بالفعل ولم ولن أكذب لإرضاء أي شخص يريد أن يسمع مني ما يحلو له، سواء كان هذا الشخص ضابطًا أو معارضًا أو مستقلاً أو حكومة.. لم ولن أكون غير إسراء البنت المصرية التي تعشق تراب بلدها.. لم ولن أكون كما يحلم وكما يتمني أي شخص مهما كان هذا الشخص.. لم ولن أكون غير(إسراء فقط) مهما كانت الضغوط.
حاولت بكل جهدي أن أرفض الإعلام والتصريحات يوم الإفراج عني ولكن لم أفلح، وما قلت أو صرحت أو خانني التعبير به فهو ناتج عن مشاعري وأحاسيسي التي جمعت كل المتناقضات، من فرحة وحزن، حرية وقهر، ظلم وعدل، كل هذا في نفس الوقت، وأيضا وجود الصحفيين بيني وبين أهلي في تلك اللحظات التي تجيش فيها العواطف وتندفع فيها الكلمات التي تطيب جرحي والتي تخرج مني لتعطيهم الأمان في غد يطمئنون فيه علي إسراء بنتهم التي لم تر السجون والنيابات إلا في الأفلام ولم تتعرف علي سيارات الترحيلات إلا في تلك المحنة المؤلمة.. واقتنص الإعلام تلك اللحظات رغما عني وعن أهلي وعن مشاعري وكلماتي الموجهة لهم فقط!
والله شاهد علي أني لم أقل أي تصريحات موجهة، والله وحده يعلم أنه لم يتم توجيهي من قبل أي جهة أمنية، والله أكبر مني ومن كل الجهات الأمنية، وإني أقسم بالله في السر والعلن أن يتم عليّ نعمة الإنصاف والعدل.
ولكن مَنْ هاجمني بعد هذه التصريحات أعذره، لأنه لم يعرف إسراء الإنسانة ولم يخض تلك التجربة من قبل.. فهم من جعلوني بطلة وزعيمة، وأنا لست كذلك! وفي نفس الوقت وصفوني بالخيانة والجبن وأنا أيضا بعيدة كل البعد عن تلك الصفات، وأحمد الله عز وجل علي ذلك، وأحتسب تلك الافتراءات من بقايا البلاء وتوابعه، والحمد لله لم ولن تهتز ثقتي في نفسي مع أي تجريح أو أي ظلم أو افتراء، كما والحمد لله لم ينتابني أي شعور بالغرور في لحظات التضامن وفي لحظات إطلاق الألقاب بأنني بطلة وزعيمة، بل شعرت بأنني لست السبب في هذا التضامن وهذه الألقاب التي لا أستحقها ولكن السبب الحقيقي هو قلوب المصريين ولست أنا وما فعلت.. والحمد لله أن مَنْ هاجمني بعد ما أفرج عني هم أشخاص لا يعرفونني بالمرة أو أشخاص يعرفونني ولكن كانوا علي عدم وفاق معي قبل اعتقالي، ولكنني أشكرهم من كل قلبي علي الكلمة الطيبة وعلي تضامنهم معي، وأعطيهم ألف عذر علي الكلمات السيئة في حقي، وأعلم أن ضعف هذا الغفران لا يستوفيهم ولو جزءًا بسيطًا مما بذلوه من جهد من أجلي وأنا في هذه المحنة.
أما أحبائي وأهلي وأصدقائي وجيراني ومن اعتصموا في الشارع من أجل حريتي، كانوا يرونني إسراء الإنسانة في محنتي، وبعد المحنة أيضا يرونني إسراء الإنسانة فأنا لم أتغير من وجهة نظرهم في أي شئ، وأعلم أنهم لا ينتظرون مني أي كلمة شكر، وتكاتفوا حتي لا أتأثر نفسيًا من أي تصريحات مسيئة لي، وكانوا يقدرون كل ظروفي، ويجدون لي كل المبررات، والحمد لله الذي وفقني أن أظهر في برنامج «90 دقيقة» علي قناة المحور، ووفقني بجريدة مثل «الدستور»، ووسائل أخري كثيرة أحاول من خلالها أن أعّرف من لا يعرفني مَنْ هي إسراء الإنسانة، التي هي (لا بطلة ولا خاينة).
إسراء الإنسانة كانت سعيدة جدًا بدخولها دائرة الضوء بعد خروجها من المعتقل، ليس لشئ إلا لتدافع عن إخوانها المحبوسين والمعتقلين الذين تم ذبحهم علي جوانب إضراب 6 أبريل، فلن تكتمل حريتي إلا وهم أحرار، فأصواتهم تترد في أذني وهم يصرخون في وجه الضباط (البنات لا) وهم مندهشون من الشرطة المصرية وهي تقتاد فتيات في عمر الزهور في مجتمع شرقي يقدر للمر أة مكانة دونها الشرف والعرض! وستظل هذه اللحظة محفورة في قلبي ما حييت.
ولا أنسي أيضا الأيادي التي امتدت لكي تربت علي كتفي من سجينات وسجانات، وهم بالأخص من يعرفون صدق كلامي، عن حسن معاملتي داخل السجن وهم شهود أحياء لهم مطلق الحرية في الرد علي كلماتي، لأنه الواقع الذي عايشته معهم لحظة بلحظة، وكنت أتساءل عن حسن المعاملة التي أتلقاها؟ واشعر أحيانا بأنه كمين لشئ قادم لن احتمله كانوا يطمئونني بقولهم «المعتقلين السياسيين مش بيتعاملوا وحش، هم وإحنا عارفين إنهم معملوش حاجة غلط ولكن قدرهم» فكنت اطمئن بكلامهم علي ما هو قادم وعلي زملائي وأصدقائي في سجن المرج.. ولا أنسي نظرات الشفقة والتعاطف في نظر الضباط والعساكر الذين لا حول لهم ولا قوة إلا تلك النظرة فاعلم أن قلبهم يدعوا لي.
إن ما دفعني الآن أن أكتب إليكم، هو دين في رقبتي لكم لا أحتمله ولتعلموا أن دعاءكم لي هو سبب المعاملة الجيدة التي تلقيتها في السجن، وأن الله سبحانه وتعالي وقف بجواري في تلك المحنة.. واعلموا أنه لو كنت تعرضت لأي إساءة جسدية أو لفظية كنت سأخرج من المعتقل علي أقرب مستشفي أمراض نفسية وعصبية، وهذا ما أراد الله أن يعصمني منه، وهذا بفضل الله سبحانه وتعالي ودعاء المصريين.. ولكن لا أستطيع أن أنكر أو أخفي ما قاسيت من عذاب نفسي، وآلام الظلم التي نخرت في عمري بحبس قاس غير مبرر!
لقد شاهدت فيلمًا خياليًا في بداية الأحداث سيظل محفورًا في ذاكرتي، فكم شعرت بالظلم بداية وأنا اسمع وكيل النيابة يقول لي انني اعترفت في محضر تم عمله لي في قسم قصر النيل بكل التهم المنسوبة لي من تحريض وإثارة الشغب وتعطيل المرور وغيره، وغيره تهم كثيرة جدًا فكيف حدث ذلك؟! وأنا لم يتم التحقيق ولم أر أي مكتب تحقيقات ولم أمض علي أي محضر.. فحسبي الله ونعم الوكيل.. ثم يصدر قرار بالتحفظ عليّ في سجن ترحيلات الخليفة وهو من أسوأ سجون مصر، لأنه ترانزيت كل المجرمين وأرباب السوابق كما عرفت بعد دخولي هناك، ثم القرار بعرضي صباحًا مرة أخري علي النيابة، وكم شعرت بالقسوة وصراخي يعلو سراي النيابة ولا أذن تستجيب ويصرون علي ترحيلي، كم شعرت بالمهانة وأنا أنتزع من يد المحامي الأستاذ المحترم/ أمير سالم في عربة الترحيلات بعد أن وعده لواء في عمر جدي بأن يرافقني إلي محبسي لطمأنة روحي المنسحقة المذعورة بكم الظلم والترويع، ولكنه حنث باليمين وانتزعني وصرخاتي تهز أرجاء الشارع وسيارة الترحيلات، وكم شعرت بأنني مخطوفة وهم يبعدونني عن عيون أصدقائي وأهلي الذين ساروا خلفي بسياراتهم يرددون (شدي حالك يا إسراء)، كم شعرت بالهزل وأنا أقف في سيارة الترحيلات لمدة 9 ساعات لم أغادرها في حين أني من المفترض أن أعرض علي النيابة، كم كانت لحظات قاسية وأنا أنظر لزميلاتي وأهلي من شباك سيارة الترحيلات وكأنني في كابوس، ثم أتوجه إلي سجن القناطر، نعم إسراء الآن في سجن القناطر والتي لم تعرف عن القناطر غير حدائقها ونيلها، ثم تتوالي اللحظات المريرة وتتعنف وأنا أرتدي رداء السجن (اليونيفورم) وهي ملابس بيضاء لا تستطيع حجب سواد الظلم وقبحه، ملابس المساجين مثلي مثل أي متهم.. ثم وأنا أحمل رقمي كسجينة! مكتوب كده علي حاجة شبه السبورة ويلتقطوا لي صورة مثلما أشاهد في الأفلام.. ياااااااااااا قلمي يعجز عن وصف مشاعري من ظلم وافتراء وقهر وقسوة وجبروت، وهزل الدولة أمام فتاة شريفة لم تقترف من السيئات في نظرهم غير التعبير عن رأيها؟!.. وفي نفس الوقت لا أنكر تعاطف الضباط معي في البداية بعدم ارتداء الكلابشات، ولكن بعد قرار الاعتقال كانت الكلابشات أمرًا لا مفر .
هذا المقال نقلا من جريدة الدستور
alaa- Professional
- عدد الرسائل : 1078
تاريخ التسجيل : 03/08/2007
رد: إسراء عبد الفتاح...... تروي
xxxxxxx________xxxxxxxx
xxxxxxxxxx______xxxxxxxxxxx
xxxxxxxxxxxxx___xxxxxxxxxxxxx
xxxxxxxxxxxxxx_xxxxxxxxxxxxxxx
xxxxxxxxxxxxxxXxxxxxxxxxxxxxxx
xxxxxxxxxx( مشكوره يا الاء)xxxxxxx
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx
xxxxxxxxxxxxxxxxxx
xxxxxxxxxxxxx
xxxxxxxxx
xxxxxx
xxxx
xxxxxxxxxx______xxxxxxxxxxx
xxxxxxxxxxxxx___xxxxxxxxxxxxx
xxxxxxxxxxxxxx_xxxxxxxxxxxxxxx
xxxxxxxxxxxxxxXxxxxxxxxxxxxxxx
xxxxxxxxxx( مشكوره يا الاء)xxxxxxx
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx
xxxxxxxxxxxxxxxxxx
xxxxxxxxxxxxx
xxxxxxxxx
xxxxxx
xxxx
mero love- Professional
- عدد الرسائل : 506
البلد : cairo
تاريخ التسجيل : 28/12/2007
رد: إسراء عبد الفتاح...... تروي
والله حقيقى البنت دى صعبانه عليا
كفايه احساسها انها مظلومه وبجد استحملت كتير بس
انا مش مصدقه ان هم كانو بيعملوها كويس زى ما بتقول
ميرسي يا الاء
كفايه احساسها انها مظلومه وبجد استحملت كتير بس
انا مش مصدقه ان هم كانو بيعملوها كويس زى ما بتقول
ميرسي يا الاء
raghda_hassen- Professional
- عدد الرسائل : 1204
العمر : 34
البلد : Egypt
تاريخ التسجيل : 02/10/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى